خربشات

اذكرني, صديقي, كما انا الان طائر السنونو المزعج الذي احتل نافذتك ليخبرك ان الربيع يرصع اجنحته السوداء و يتابع ثرثرته عن الحب, عن الوفاء, عن عشه الذي دمره الشتاء و صغاره القادمين هذا الصيف اذكرني, زهر البرتقال الذي يزين دربك, شعاع الشمس الذي يطرق, كل صباح,...

سيدة الامل اللا متناهي.. تضمر وجع اشتياق مباغث.. تبحر فوق سفينة من حنين... لتخترق ضباب انتظار ازلي... يرميها على رصيف ميناء ساكن... يستوطنه سيد الخيبات... قلبه ادمن الوجع... حتى صار الامر عنده سيان... بين الوصل والهجران... ماعاد في ذاكرته متسع للنسيان......

بين همستين تمسك يدي زحمة الشوارع تتضائل..لتختفي ! فلا يبقى في الفضاء متسع لغير قلبينا ..في يدك سحر يعيد تشكيلي ينثرني فوق الزمان بعيدا عن الزمان يحملني الى لحظة الانفجار الاولي حين تشكلت المادة...و الاحساس ..وينهي ازمنة لا تفضي اليك بين همستين و لمسة...

تبتلج شمسنا مشرقة هذا الصباح تنطقنا حكاية من زمن اخر اليوم لنا والامس صدى يتراخى فوق اجنحة الرياح ..ليختفى مع اخر غيمة اليوم لنا والغد سر يشتاق للبوح فدع الامس والغد لشفاه تهوى الثرثرة وانثر كلماتك نجوما في ليل قلب ينتظر العشق منذ عصور اليوم لنا خارج...

صوت هادئ قادم من عدم ينفض عنه الظلال ...فتكون الكلمة خارج مجال الحسابات المتنمرة ..التي تستبيح الامل ..لن أساوم في الاحساس لن ادع جراحي تتعفن لن اجفل امام مرارة الترياق كن او لا تكن الفراق علقم لكن بقائي على عهدك موت بطئ ..لن اساوم لم يبقى في العمر زمن...

فوق محراب جرحها الازلي جلست.. تناجي آلهة من وحل تضحك من دموعها السخية التي تقدمها قربانا للحنين هي..سيدة التضحيات القادمة من الأساطير الفرعونية حيث الأزلية مزيج من ماء ورمال وتعويذات فاشلة للعشق.. للوفاء.. لدفء اللقاء!! هي..إيزيس من زمن ولّى. على عهدها...

..لم يبقى في القلب متسع للألم ..ولا وقت اقدمه قربانا للحنين ..سأمضي بعيدا عن ذاكرتي سأجمع قصائدي الغير مكتملة ...وامضى بعيدا عن القوافي المنكفئة على ذكراك تلك التي تحمل الحزن وتكبّل الغد بالخوف وتصلب الامل على الانين ..وتحملني بعيدا عن الشعر سأحمل ما...

...كان ساحرا في بذلته الانيقة ...وكنت فاتنة في فستانك الاحمر اللامع يضع وردة حمراء فوق ليل شعرك المتموج !!وبانحناءة درامية..يدعوك للرقص يعلو لحن شجي..هو مزيج بين الشوق والحزن وتبدآن رقصتكما المثيرة انت بين ذراعيه ثائرة وهو عاشق اضناه الاشتياق تتلبسكما...

..صادق..هو صادق .. قلبه لم يكن ابدا قبلك.. عاشق ..لم يعرف قبلا ولع الحب الحارق ..لم يعهد دمع العين الدافق ..ولا عانى فراق حب سابق ..صادق ..هو في بحر عينيك غارق ..واغرق عند شطئانك كل الزوارق ..ثم رهن عندك زمانه الماضي واللاحق صادق والدنيا تشهد انه صادق...

وقف وسط المشهد في يده باقة ورد والقلب شوق قد اتقد يحرقه .. يخنقه .. يسرق منه الكلمات .. يأخذ منه كل مأخذ .. يتردد .. أ يبوح لها؟؟ أ يحكي حنينا يحتل منه الروح والجسد؟؟ وكيف يصف عذاب ليال بات القلب فيها دامعا مسهد؟؟ وغصة في الحشا لا تبرد تزيدها الحيرة وهجا...